مُلاحظة: لا يمكن لأي معلومة أن تحل مَحَلّ المُحادثة مع طبيبك الذي تربِطك به علاقة ثِقة!

معرفة أساسية

ُقُمنَا بِتَجميع معلومات عامة مهمة لَكم بخصوص المرض النفسي.

الصحة النفسية - توازن الروح

يشير مُصطلَح "الصِحة النَّفسية" إلى "حياتِنا الداخِلِية"، بِعبارَة أُخرى إلى كيفية تفكيرنا وشعورِنا، ولكِن أَيضاً إلى الكيفية التي نَتَصرّف بِها. يُقصَد بِالصحة النَفسِية أَنّ يكون الشخص مرتاحاً عاطِفياً ونفسياً؛ أي أن يكون ذلِك عِبارة عن وضعٍ مِثالي يكون فيه شخص ما قادراً على استخدام طاقَته الكامِلة للتغلب على حالات الإجهاد والتوتر النفسيَيْن التي يعيشها في حياته. قد تجعل النفسية الصحية المرء قادراً على أن يكون أكثر فَعَّالِية في عمله، بحيث يُمكِنه أيضاً إعطاء قيمةً مُضافَة لِمُحيطه - أي في حياةِ كل مِن أُسرتِه وأَصدِقائِه ومعارفِه وجيرانِه. 

لا تعني الصحة النفسِية بِبَساطة غِيَاب أعباء نفسية أو اضطرابات. ليس هناك "مبدأ الكل أو لا شيء": حيث أن مُعظَمنا يَتَواجَد غالباً في مَكانٍ ما في الوَسط، أي ما بين "سليم نَفسِياً" و"مُجهَد نفسياً" أو "مريض نفسياً".

 

الأمراض النفسية - عندما تعاني الروح

ليست الصحة البدنية للإنسان فحسب التي تتغير مِن حينٍ لِآخر، بَل ينطبق ذلك حتى على صِحَّته النفسية. حيث لا يكون من السهل الحِفاظ على التَوازن خصوصاً في أوقات الإجهاد النفسي الشديد - مثلاً بَعد فُقدَان الوَظِيفة أو وفاة شخص مهم. 

يَتَعَرّض الأَشخاص الذين يُعانُون مِن أعباء نَفسِية لاضطِرَابات مُختلِفةٍ (أعراض) والتي تختَلِف حِدّتها. قد تختلف دَرَجَة تأثير الأعراض على الحياة اليومية للمُصابِين وعلى كَفاءَة عَمل جِسمهم. إذ أن ردود الفعل الأَكثر شُيوعاً للمواقِف المُجهدِة نَفسيِاً هي مشاعِر الحُزن والخوف أو تَوَتُّر داخِلي حاد، والتي قد تَكون أَيضاً شديدة جِدّاً لِفترَةٍ محدودة. تختفي هذه الأعراض عادةً بَعد مرور فَترةٍ مُعَيَّنَةٍ مِن الزمن. يَنبَغي لِلمُصابين وأقربائِهم التماس المُساعدة المِهنية في حالة إذا اتضح لهم أن هذه الأعراض تدوم لِفترَة أَطول أو إذا إنضافت إِلَيها أعراض أخرى - مِثل نوبات الهلع، والأفكار الانتحارية، وإيذاء الذات أو الوهم - وإذا تسبّبت في مشاكل صحية أكبر في الحياة اليومية.

يَشمل مُصطَلَح الأمراض النفسية أعراضاً مَرَضِية مُختلِفة، التي تظهر في درجات مَختلِفة مِن الشِدّة. يُمكِن لِطَبيبٍ أو مُعالِجٍ نَفسِي - في إطار مقابلة تشخِيصِيّة - تحديد ما إِذا كَان المعني بالأمر مصابٌ بِأمراضٍ نفسية ونوعية هذه الأخيرة.

معلومات مهمة: الأمراض النفسية

  • هي جزء من الحياة اليومية، أكثر مما نَتَوَقع،
  • ليست علامة ضعف،
  • قد تصيب أي شخص،
  • يختلف التعامل معها من شخص لآخر و
  • غالباً ما يُمكِن معالجتها بِشَكلٍ فَعَّال.

التشخيص

لا يتم اكتشاف (في اللغة التِقنية: تشخيص) الأمراض النفسية "بِسهولة" عَن طريق إجراء فحص، كما هو الحال -مثلاً- عِندما يَتَعَلَّق الأَمر بِكَسرٍ في العِظام والذِّي يَتِم تَشخيصه بِواسطة إجراء تصوير شعاعي. لا يُمكِن إِجرَاء تَشخيص سَريري إِلّا مِن قِبَل طَبيب أخِصّائِي أو مُعالِج نَفسي مُتَمَرِّسين. مِن اللازِم قَبل ذلِك إِجرَاء فَحصٍ لاستبعاد تواجد أمرَاض جَسَدِيَة - مِثل مرض الغدة الدرقية - كأحد الأَسبَاب المُساهِمة في ظهور الأعراض النَفسِية.

يتم بعد ذلِك إجراء مُحادَثة مُفَصّلة مع طبيب مُختص أو مُعالِجٍ نَفسي بخصوص كُلِّ اضطراب على حِدة (الأعراض)، وأيضاً السيرة المَرَضيّة وغيرها مِن الأَمرَاض الجسدية والنَفسِية للمريض. قد يتِم أيضاً أثناء ذلِك اللجوء إِلى استخدام اختبارات نفسية مثل إجراء استبيانات. إن الهدف مِن وَراء إجراء مُقابَلة تَشخيصية هو التَوَصُّل إلى صورةٍ عامّةٍ لِجَميع الأعراض وإِيجَاد تَشخيص مناسِب لها. يقوم الطَبيب أو المُعالِج النَّفسي بالتّالي بِتَقرير ما إِذا كَان المَرِيض يُعانِي مِن مَرَض نَفسي مُحَدّد أو مَن عِدَّة أمرَاض مع تَحدِيد حِدّة هذه الأَخِيرة. حيث يُعتَبَر ذَلِك أَمراً مُهِمّاً لِأَن نوع العِلاج قَد يَختلِف اختِلافاً كَبيراً بِحَسَب نَوع وشِدّة المَرض.

عادَةً ما يستند تشخيص الحالة المرضية إلى "التَّصنيف العَالمي لِلأَمراض والمُشكِلات الصِحية المُتَعَلِّقة بِها" (التصنيف الدولي للأمراض، المراجعة العاشرة). يتم إصدار التصنيف الدولي - المراجعة العاشرة - ICD-10 - مِن طَرف مُنَظَّمَة الصِحَة العالِمية (WHO)، بحيث يعتبر هذا التصنيف مُلزِماً قانونياً إلى حد كبير في ألمانيا. وهذا يعني أَن المُعالجين النّفسِيين والأَطِباء والعِيادات مُلزَمون بِتَقدِيم تشخيصٍ من النوع ICD-10 -المراجعة العاشرة - لِشَرِكات التَأمين الصِحي حتى توافِق هذه الأخيرة على تَغطِية تَكالِيف العِلاج. 

يُقَسِّم التصنيف العالمي من النوع ICD-10 - المراجعة العاشرة - الأمراض النفسية إلى ما يُسَمّى بمجموعات تَشخيصِيّة:

المجموعة التَشخيصِيّة

مثال

الاضطرابات العضوية، بما فيها الاضطرابات العقلية الإعراضية (ذات العلاقة بأعراض)

الخرف

الاضطرابات العقلية والسلوكية الناجِمة عن تعاطي المواد المؤثرة نفسِياً

معاقرة الكحول، والإدمان عليه، والانسحاب الكحولي

الفصام والاضطرابات مِن النوع الفصامي والضلالي

الفصام، اضطراب الفصام الوجداني (=الذُّهان)

الاضطرابات الوجدانية

اكتئاب، اضطراب ثنائي القطب = "اضطرابات الهَوَس الاكتئابية"

الاضطرابات العصبية والمتعلقة بالضغوط النفسية والاضطرابات الجسمانية الشكل

اضطرابات القلق، اضطراب وُسْوَاسي قهري، الاضطرابات جسدية الشكل

المتلازمات السلوكية المرتبطة بالاضطرابات والعوامل البدنية

مرض فقدان الشهية العصبي، البوليميا، اضطرابات النوم

اضطرابات الشخصية والسلوك

اضطراب الشخصية الحدي، اضطراب الشخصية النرجسية، هَوَس السَرِقة المَرَضِية = "السَرِقة المَرَضِية"

التخلف العقلي

 

اضطرابات الارتقاء (النمو)

عسر القراءة والكتابة

الاضطرابات السلوكية والانفعالية التي تكون بداية حدوثها عادة في الطفولة والمراهقة

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، متلازمة توريت

من المهم معرفة ما يَلي: التَشخيص لِوحدِه غَير كاف لِتَحديد السبب.

 

 

أسباب

 لا يُمكِن أن يَتِم نَسب الأمراض العقلية بشكل مباشِر إلى سبب واحِدٍ. يتم - لغرض تحديد سبب المرض - أخذ بعين الاعتبار كُلٌّ مِن العوامِل البيولوجية (مِثل الإجهاد الوراثي، والتّغَيُّرات الأيضية في الدماغ)، والظروف الأُسَرِية (مثل إصابة أحد الأبوين بالاكتئاب)، فَضلاً عَن المرور في الماضي مِن تَجارِب حياة مُجهِدة نَفسِياً (مِثل حالات الانفصال عن شريك الحياة، ووَفاة شخص عزيز).

يُحَدِّد التَّفاعُل بَين مُختلَف العوامِل المساهِمة في ظهور المرَض، والتي تُسمَّى أَيضاً عوامٍل الخطر، مدى قَابِلِية الإصَابَة لدى شخصٍ ما (= سُرعَة التأَثر أو التَعَرُّضِيّة). حيث تكشف هذه العوامِل عَن كَيفِية تَأثِير الإجهاد النفسي أو أحداث حالِية مُجهِدة نفسياً - مِثل الصِّراعات والأَمرَاض الخطيرة مثل السرطان أو سِن البُلوغ أو انفصال شخص عن شريك حياتِه - عَلى نِظام جِسِم المرء. حيث يمكِن لبعض مَطالِب الحياة اليَومِية العَادِية أن تُشَكِّل عِبئاً على بَعض الأشخاص، بينما قَد يَدخل البَعض الآخر في أزمات نَفسِيَة فَقَط عند تواجدِهم في حالة إجهاد نفسي شديد أو صَدمَةٍ نَفسِيّة.

المصدر: IDM (معهد الأسلوب التدريسي في الطب)
المصدر: IDM (معهد الأسلوب التدريسي في الطب)

بعبارة أخرى:

السهم الأخضر: يمكن لشَخصٍ ما التَغلب على المَزِيد مِن التوتر النفسي، في حالة إِذا لَم تَكُن تتوافر فيه عوامِل خطر. ولكن: يُمكِن لِلشّخص أَن يُصابَ بِمَرَضٍ عقلي نتيجة تَعَرُّضِهِ لإجهاد نَفسي شديد (مِثل مُعايشة الحرب)، حتى في حالة عدم تَواجد عوامِل خَطر لديه.

 

السهم الأصفر: إذا كان شخص ما يتوفر على عددٍ قَليلٍ مِن عوامِل الخطر، فإن بإمكانِه التَعَامُل مَعَ قَدر مُعَيّن مِن الإِجهاد النَفسي دون أن يُصاب بِمَرَضٍ عَقلِي. وَلكِن إِذا أَصبَح الإِجهاد النَفسي كبيراً جِدّاً، فإِن "البِرميل" (كَما هُو مُبَيّن في الصورة التوضيحية أعلاه) سيَفيِض بِمَعنى الكلِمة.

 

السهم الأحمر: إذا كان شَخص ما تتوفر لَديه عوامِل خطَر كثيرة وشديدة، فَإِنّه لا يُمكِنه تَحَمُّل إلا القَلِيل مِن الإجهاد النفسي. حَيثُ أنّ القَلِيل من الإجهاد النفسي فقط كافي للتَسبُّب في الإصابة بِمَرضٍ عَقلي. غير أن: يمكن أيضاً لِمَرَضٍ عَقلِي أن يكون ناتِجاً فقط عن توافر درجة عالِيَة من قَابِلِيَّة الإِصَابَة لدى المعني بالأمر. الوقاية والكشف المبكر

الوقاية والكشف المبكر

يُمكِن لِكُلٍّ من الوِقاية (الفحوصات الوقائية، مثلاً عن طريق التطعيمات) والكشف المُبَكِّر (مِثل الكشف عن مرض السرطان) أن يَمنَعا - في العديد من مجالات الطب - ظهور الأضرار اللاحقة لِلأَمراض. يَتِم في السنوات الأَخيرة استخدام هذا المبدأ بِوَتيرة أكبر أيضاً في حالات الأمرَاض العقلية مِثل الإِدمان أو اضطرابات الأكل أو الذهان.

يُقصَد بِالوِقاية تدابير مِثل التعامل مع الضغوط النفسية والتِي تَستهدِف الأشخاص الأصِحاء، بِحَيث يَكون الهَدَف مِن وَرَائِها هو المُساعَدَة عَلى الحَدِّ مِن عوامل الخطر وبِالتَّالي مَنع الإِصابة بِمَرَضٍ عَقلي.

تَستهدِف تدابير الكشف المُبَكِّر الأَشخَاص الّذين يَتَواجَدون في مَرحَلَةٍ مُبَكِّرَة مِن المَرض. حَيث أَنّ الهَدف من ذلِك هو التَعَرّف على الإصابات بالأمرَاض العقلية بِشكل أسرع وتقديم الدّعم لِلمُصابِين وأُسَرِهم في أَسرَع وَقتٍ مُمكِن، ومَنع تَفاقم المرض أو التخفيف من سرعة تَفَاقُمِه. وَتُشِير الدِّراسات بِشَكلٍ واضِحٍ إلى أَنّ العِلاج المُبَكِّر يُحسِّن عَملِية التَّعافِي أو يَمنَع حَتّى مِن ظهور المرض في صورَتِه الكاملة (مثل في حالة الذهان). وهَذا يعني بِعِبَارَةٍ أُخرى أَنّه كُلَّما كان الوَقت الذي يفصِل بِدَاية المَرَض عن العلاج قصيراً، كانت فُرَصَ الشِّفاء عُموماً أفضل.

مُعالَجَةُ دَوائِيَّة (عقاقير ذات تأثير نفساني)

تَمّ في بَعض حَالات الأمرَاض العَقلِية تشخيص تواجد اضطرابات في عملية استقلاب الدماغ. يُمكن - في حالة إذا كان الأمر كذلِك - اللجوء إلى استعمال الأدوية (ما يُسَمّى بالعَقاقِير ذَات تَأثير نَفساني) والتي تَتَدخّل إَلى حَدٍّ ما في عملية استقلاب الدماغ. بِشكل مُبَسَّط فَإِنّ العقاقير ذات التأثير النفساني تَعمل على تَعويض كُلٌّ مِن لَاتَوازُن قائِمٍ، أو نَقصٍ أو إفراط في الوسائط الكيميائية في الدماغ (ما يسمى الناقلات العصبية: مِثل السيروتونين، نورادرينالين أو الدوبامين). حيث أن هناك بَعض العقاقير ذات التأثير النفساني الّتي لَها تأثيراً مُباشِراً (مِثل المُهدِّئات). أما في يَخص بَعض العقاقير ذات التأثير النفساني، فإن المريض لا يُحِس بِتَأثيرِها إلا بَعد مُرور فَترَةٍ مُعَيَّنة، وذلِك راجِع إِلى كَون التّغييرَات الطويلة الأجل في عملية استقلاب الدماغ تَتِم بِبُطء فقط (مثلاً في حالة مضادات الاكتئاب).

ََيَعرِض الجَدول التَّالِي أهم مَجموعَات العقاقير ذات التأثير النفساني وَمجالات الاستعمال الرئيسية:

 

مجموعة المواد مجالات الاستعمال الأكثر شيوعا ملاحظات هامة

مُضَادّات الاكتئاب

اكتئاب، اضطرابات الخوف، اضطراب وُسْوَاسي قهري، آلام مزمنة، اضطرابات النوم، اضطرابات الكرب التالي للصدمة، البوليميا هام: يظهر المفعول فَقط بَعدَ مرور نحو أُسبوعين (في حالة الاضطراب الوُسْوَاسي القهري بَعدَ تقريبا 6 إلى 12 أسبوعاً)، مُدّة الاستعمال: في حالة أَوّل تَشخِيص لِلَمَرَض بعد تَقرِيباً 4 إلى 9 أَشهر مِن تراجع الأعراض (=العلاج الوِقائي)، في الحالات الصعبة على الأَقَل سَنَتَين (= الوقاية من الانتكاس)، خطر الإصابة بالإدمان: غير مُتَوفِّر، فُحوصات المُرَاقَبة: تَخطِيط كَهرَبية القَلب، والعَد الدَّموي، وفَحص وَظيفة الكِلى والكَبِد وغيرِها، التوقف عَنِ التَناول: تَخفيض الجُرعَة بِبُطء على مدى 2 إلى 6 أسابيع، تحت إشراف طبي

مضادات القلق (مُهَدِّئات)

اضطرابات القلق، حالات الطوارئ النفسية \ بالإضافة إِلى مُضَادَات الاكتِئَاب ومُضَادات الذُهان (حالات الهيجان، سلوك عدواني وخطر إيذاء الغير أو الذات، التفكير الانتحاري، الجامود، أعراض الامتناع)، اضطرابات النوم هام: تناول قصير الأجل، طريقة التناول: بِشكلٍ دَقيقٍ جِدّاً وِفقاً للتعليمَات الطِبِيّة (خطر الجُرعة المُفرِطة)، خطر الإصابة بالإدمان: عند التناول لِمُدة طويلَة، التوقف عَنِ التَناول: تخفيض الجُرعة بِبُطء (أسبوعِياً)، تحت إشراف طبي
مُهَدّئات أعصاب (مضادات الذهان) الذهان، والهَوَس، والاكتئاب المصحُوب بِأَعراض ذُهانِية، وحَالات الهَيَجان هام: التنازل عن تَناول المَشروبَات الكُحولِية، مُدّة الاستِعمَال: 1 إلى 2 سنة (أول تَشخِيص لِلمَرض)، 2 إلى 5 سنوات (في حالة الإصابة بِالمَرَض لِلمَرّة الثانِية أو لِعدة مَرّات)، العلاج طويل الأمد (عودة الحالة المرضية بِوَتيرة كبيرة)، خطر الإصابة بالإدمان: غير مُتَوَفِّر، فُحوصات المُرَاقَبة: تَخْطيطُ كَهْرَبِيَّةِ القَلْب، العد الدموي، فحص وظيفة الكِلى والكبد وغيرها، التوقف عن التناول: تخفيض الجُرعةَ بِبُطء، تحت إشراف طبي وثيق
مثبتات المزاج النفسي \ مثبتات المزاج الوِقائية الاضطرابات من النوع ثنائي القطب (الهوس، الاكتئاب من النوع ثنائي القطب، مثبت المزاج الوِقائي)، الاكتئاب (الوقاية من الانتكاس في حالة التفكير الانتحاري، عدم الاستجابة لمضادات الاكتئاب) هام: يظهر المفعول فقط بعد مرور 1 إلى 2 أسابيع، مدة الاستعمال: في حالة أول تشخيص للمرض بعد 12 أشهر على الأقل من تراجع الأعراض (= العلاج الوقائي) أو أكثر من ذلك وفقاً لِمَسار الحالَة المَرَضِية (= مثبت المزاج الوِقائي)، التناول: بشكل دقيق جِدّاً وِفقاً للتعليمات الطِبِيّة (خطر الجرعة المفرطة)، فُحوصات المُرَاقَبة: تَخْطيطُ كَهْرَبِيَّةِ القَلْب، العد الدموي، فحص وظيفة الكِلى والكبد، فحص وظيفة الغُدّة الدَرَقِية وغيرها

قد تظهر عند تناول الأدوية - إلى جانب المفاعيل المرغوب فيها - أيضا أعراض ثانوية غير مرغوب فيها. يقوم الطبيب المُعالِج في إطار محادثة مع المريض بِشَرح ذلِك حتى يتمكن الطرفان من المُوَازَنة بَين المخاطِر والفوائِد. عادةً ما يكون ظهور آثار جانِبِية حادة نادراً جِداً الى حَدٍّ ما أو تتراجع حدّتها أثناء العِلاج. وبِحكم أَنَّه مِنَ المَمكِن حدوث تفاعلات متبادلة مع أَدوِيَةٍ أُخرى، فإن المرضى مُلزَمون دائِماً باستشارة الطبيب قَبل تَنَاول دَواءٍ آخَر - بِما في ذلِك الأدوِية التي لا تَستلزِم وصفة طبية. 

العلاج النَفسي

يُقصِد بِالعِلاج النفسي حرفِياً "عِلاج الروح". الهَدَف مِن العِلاج النَّفسي هو تشخيص الأمراض العقلية ومُعالَجَتِها أو التّخفِيف مِن حِدَّتها. يُسمَح بِمزاولة العِلاج النفسي فقط لِلمُعالِجين النفسانيين المتخصصين في علم النفس أو المعالجين النفسانيين المُتخصّصِين في مُعالَجَة الأطفال واليافِعين أو الأطِباء المُتخصصين.

هناك العِلاج النفسي الذي يَتِم في العيادات الخارجية أو في إِطار عِلاجٍ شِبه سَريري (الرِّعايَةِ النَّهارِيَّة) أو الذي يُقَدّم لِلمرَضى الدَاخِليين. يمكن للعِلاج النفسي أن يَتِم في مجموعات أو في إطار جَلسات فَردِية أو في إطار مزيج مِن الاثنين معاً. علاوة على ذلك، فإِنّه هُناك إجرَاءات مُختلِفة في العلاج النفسي، حيث تختلف هذه الأخيرة في الموقف الأساسي للمُعالِج النّفسي، وَفِي منهج العِلاج الذي تَتّبِعه وفي كَيفِيَة تفسيرها للإِصابة بِالأَمراض العقلية.

يتكفل صندوق التأمين الصحي الحكومي بتغطية تكاليف الإجراءات الثلاث التالية:

هناك أيضاً نوعَان مِن الإجراءات الأخرى التي أكّدت فَعالِيَتها في عِلاج بعض الأمراض، والتي لا يقوم صندوق التأمين الصحي الحكومي بتغطية تكاليفها. هناك بعض شرِكات التأمِين الصِحي التي تقوم في إطار عُقود خَاصة بِتَغطِية تكالِيف العِلاج المنهجي.

قد يساعد العلاجٍ النَفسي، الذي يُناسِب احتِياجات وتوقعات المريض، عادةً على التشاف بدلاً مِن الإجراءات التي تكون غريبةً على المَرِيض. مِن المهم أيضاً أن يَشعر المَريض بصفته إنسان بالطمِأنِينة تُجاه المُعالِج النفسي وبأن هذا الأخير يُقدِّم لَهُ رِعايةً مِهَنِيَّة بكفاءة.

ينبغي لِمن قرّر اللجوء إِلى العِلاج النفسي أن يعمَل أَوّلا على طلب موعد استِشارة لدى عيادَة مختصة في العِلاج النفسي. يمكنكم هنا إيجاد معلومات حول طريقة البحث عن مُعالِجين نفسيين.

قد يكون هناك اختلافاً كبيراً في المُدّة التي يستغرِقُها العِلاج النفسي: بحيث أنها تَتَراوح بين المُعالَجة الحادّة (تصِل إلى 12 ساعة)، مروراً مِن المعالَجة القصيرة المدى (تصِل إلى 25 ساعة) إلى المعالَجة الطويلة المدى - قد تصِل بحسب نوعية الإجراء إلى 80 ساعة (العلاج السلوكي)، أو 100 ساعة (العِلاج النفسي العمقي) أو 300 ساعة (العِلاج النفسي التحليلي).

لِمعرِفة المَزيد: „"طرق الوصول إلى العِلاج النفسي" (الغُرفة الإتحادية للمعالجين النفسيين)

 

العلاج المعرفي السلوكي

يقصِد المُعالِجون السُلوكِيون بكلِمة "السلوك" ليس فقط التصرفات المرئية من الخارِج، بِل أيضاً الأفكار والمشاعِر والعملِيات البدنية؛ حيث أنهم يفترِضون أن مُجمَل السلوك أمر يَتِم تَعَلُّمه. يَعني ذلِك أن لِلإنسان القُدرة على "نِسيان" الأنماط الفكرية والسلوكية المُرهِقة نَفسياً وعلى تَعلّم أنماطٍ جديدة مفيدة له.

يُساعِد العِلاج السلوكي المريضَ على فَهم والتغلب على الصُّعوبات التي يُواجِهها. ويعني هذا أن العِلاج السلوكي هو بمثابة دعمٍ يساعِد على المُساعدة الذاتية. يقوم المريض والمعالِج معاً بالتمعُّن في مواقِف مُحدّدة التي تُشكل مُشكِلاً بالنسبة للمَريض والتي يَتفاعَل معها هذا الأخير -مثلا- بِشكلٍ مُختلِف أو يشعر أثناءها بنفسه مُتغيِّراً. الهدف مِن وراء هذِه المقتطفات هو التَوصُّل إلى فَهم سبب تَصَرُّف المريض بهذه الطريقة. ويتم أيضاً في إطار هذه الاعْتِبارات أخذ بِعَين الاعتِبار كلٌّ مِن السيرة الذاتية للمريض وأوضاع معيشته الحالِية. يتِم إعداد الحلول المُمكنة وَتجرِيبِها في الخطوة التالية. إذ يقوم المريض بمَراقبة مدى فائِدة استراتيجيات الحل - التي تم وَضعها - في حياته اليومية ثم يُحضر معه تجارِبَه مرّةً أُخرى إلى جلسات العلاج. وبهذه الطريقة يعمل كل من المريض والمعالِج المختص جنباً إلى جنبٍ على قدم المساواة. يتم في غالِب الأحيان التدقيق في التصرُّفات التي تُشَكِّل صُعوبَات وتجريب تصرفات أخرى جديدة.

وتشمل العناصر الأخرى للعلاج السلوكي التربية النفسية (معلومات عن المرض المعني بالأمر وعلاجه)، مَواجَهَة بين المريض وبين المَواقِف الّتِي يَخشَاها (تَعْرِيض) - أيضاً خارِج غُرفَة المُعالَجة - والتدريب المستهدِف على المهارات والكفاءات (مِثل المهارات الاجتماعية مثل تَعلّم الإِجابَة ب "لا" أو "التواصل مع الآخرين"، ولَكن أَيضاً إِدارَة التَوتر النفسي والاسترخاء).

يَجلِس المُعالِج والمريض أمام بَعضِهِما البَعض أثناء العلاج السلوكي. تَتِم الجَلَسات غالِباً مرّةً واحِدَةً في الأسبوع.

العِلاج النفسي التحليلي

يعتمد التحليل النفسي في أول الأمر على ما يُسمّى ب "اللاشعوري". يَستنِد هذا الاتجاه العِلاجي إلى مَبدأ أن الصِراعات اللاشعورية والمواقِف التي حَدَثت في المَاضي (وخاصةً في مَرحلَة الطفولة) تُساهِم في الإصابة بالأَمرَاض العَقلِية وَفي استِمرَار المَرَض. تَعمل الصِراعات اللاشعورية على تحديد النظرة التي يَكتسبِها الشخص عن نَفسِه والآخرين، وعَلاقَاتِه، ومشاعِره، إضافة إلى الأفكار والتصرفات.

يُساعٍد المُعالِج المَريض على استحضار هذه الصِراعات اللاشعورية وآثارها إلى الحاضر. حيث ينبغي أن يَتِم إِعَادَتَها إِلى الحياة الحاضِرَة، حتى يَتَمَكّن كُلٌّ مِن المَرِيض والمعالِج معاً مِن فَهمِها وَمُعَالَجَتِها.
يكون المريض أثناء ذَلِك مُتَّكِئاً عَلى أَريكَةٍ دون أن يَكون لَدَيه اتِّصال بِالعَين مَع المُعالِج. حَيث تَكمُن ميزة ذلِك في تمكين المَريض مِن التّركيز بِشكلٍ كَامِلٍ على أفكاره، ومَشاعِرِه والصُور الذهنية. يَتِم العِلاج النفسي التحليلي عادةً كَمعالَجةٍ طويلة المدى مُكَوّنَة مِن جَلَسات تُقام عِدّة مرات في الأسبوع.

العلاج النفسي العمقي

يعود أصل العِلاج النفسي العمقي إلى التحليل النفسي، إلا أن أشكال العِلاج تختلِف في مُدّتِها، ومَنهَج العِلاج والهدف العِلاجي.

يُرَكِّز العِلاج على تِلك الصِراعات النّفسية الأساسية الناشِطة حالِياً. إن الهدف مِن مُناقشة التجارِب الماضِية والأنماط السلوكية هُو تَمكين المريض مِن فَهم مَشاكِلِه الحالِية. يُساعِد المُعالِج المريض - إضافة إلى ذلك - على تفعيل قُدُراته الموجودة ولكن لاشعورية، وذلِك مِن أجل إيجاد حل لِلمشاكل الحالِية. الهدف من العِلاج هُنا - على عَكس العِلاج النفسي التحليلي - هو الحَد مِمّا يُسمى "عَملِيات النكوص" (أي الرجوع إلى المراحل السابقة من مراحِل تَطور الشخصية، والتِي يُمكِن أن تظهر -مثلاً- على شكل اللجوء إلى البُكاء والعِنَاد).

يَجلِس كُلٌّ مِن المُعالِج والمَرِيض أثناء هذا النوع من العِلاج أمام بَعضِهما البعض. غالِباً ما تُقَام جَلَسات العِلاج النفسي العمقي مَرّةً واحِدَةً في الأسبوع.

العِلاج النفسي عن طريق المحادثة

يرتكِز العِلاج النفسي عن طريق المحادثة على فِكرَة أن لِكُلّ شخصٍ القُدرَة على الشفاء الذاتي، وحَل المَشاكِل والنمو الذاتي. بحيث يعد المُصاب "خبيرَ ذَاتِه".
يَتِم خِلال العِلاج النفسي عَن طَريق المُحادثة دَعم عَمَلِيّة التنمية والشِّفاء عن طريق قِيَام المُعالِج بِالشُّعور وبِتَفَهُّم أفكار وعواطف الشّخص المُصَاب وإخبار المريض - دون تَقييم هذا الأخير- بِما قد عايَشه (أي المعالِج) بَنَفسه أثناء ذلك. يَترُك المُعالِج المجال الكافي للمريض، حَيث لا يُعطيه أي مواضيع ولا يُقَدِّم لَه أي نصائح أو تفسيرات. ويَتِم بَدَلاً مِن ذلِك مُناقَشَة المشاعر التي تَنشأ بِشَكلٍ مُتَكَرِّر أثناء الموقِف. يتصرف المعالِج تُجَاه المريض بِصِدقٍ وبَصَرَاحةٍ ويَقبِله دون قيدٍ. ينبغي للمريض أن يَتَعلّم - في سياق العلاج - فَهمَ وَقُبولَ ذاتِه.

العلاج (الأسري) المنهجي

يأخذ العِلاج الأُسَري المَنهَجي في معالجته لِمَرضٍ عَقلي بعين الاعتبار العلاقات بين أفراد أًسرةٍ ما. لا يتم معالجة المُشكِلة أو المَرَض على مستوى الشخص فقط، بَل أَيضاً على مستوى "النظام" بِأَكملِه، أي مع اعتِبار أسرة المعني بالأمر أو أيضاً محيطه العملي. يُمكِن لِلعِلاج النَّفسي النِظامي أَن يَتِم سواء على شكل عِلاج أُسَري، أو أيضاً على شكل علاج الأزواج أو عِلاج نَفسي فَردي.

يَهدِف العلاج الأسري النِظامي إلى تعزيز الاستقلالية وتَقدير الذات لدى كُلِّ فردٍ مِن أَفرادِ الأُسرَة، وإِلى تَحسين التَّفاهُمِ والقُدرَة على التَّفاعُل بين أفراد الأسرة، وتحديد أنماط العلاقات الضارة لِيَتِم تغييرها.

مبادئ توجيهية

تعتبر المبادئ التوجيهية التي يَتِم إِعدَادها بِشكلٍ مَنهَجِي بِمثابة مُساعَدَة تُقدّم للأَطِبّاء والمُعالِجين النفسيين لِتَمكِينِهم من اتِّخاذ القرارات في حالات العلاج الخاصة. تَرتَكِز هَذِه المَبَادِئ التَّوجِيهِية عَلى مَعَارِف عِلمية حديثة، والتي أَثبَتَت نَجعَها عَمَلِيّاً. يَتَم تَقسيم المبادئ التوجيهية إلى دَرَجات، بحيث أن هذه الأخيرة تعطي فِكرة عن تصنيفها حسب جَودتِها وَفعَّالِيَتِها. يُمكِنكم الاطلاع على مزيد مِنَ المَعلومات حول طريقة إعداد المبادئ التوجيهية على الرابط التالي: www.leitlinie.de.

لِمعرفة المزيد: المبادئ التوجيهية الخاصة بالأمراض العقلية

Cookies make it easier for us to provide you with our services. With the usage of our services you permit us to use cookies.